حالة الحزن والأسى التي يعيشها اللاجئون السوريون داخل وخارج بلدهم جسدها مجموعة فنانين من أبناء جلدتهم، عبر لوحات فنية تنبض بالحياة، رغم قسوة الظروف التي وضعوا فيها.
ويجول الرسامون، الذين لجأوا إلى مخيم الزعتري شمال شرق محافظة المفرق، بين جنبات المعرض على لوحاتهم التي تروي قصصاً وذكريات عاشوها في سوريا، فكانت رحلة اللجوء والحنين إلى الديار والبحث عن الأمن والسلام حاضرةً بين الريشة واللوحات التي باتت متنفساً لهم في بلدان الشتات.
وتروي إحدى لوحات الفنان السوري إياد الصباغ (27 عاماً)، الذي قدم من درعا إلى مخيم الزعتري قصة حقيقية لطفل سوري جريح، يبتسم رغم الأوجاع والدماء التي ملأت وجهه الغض، عندما أُنقذ من تحت ركام منزله.
وعلى وقع المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون في الأردن، تحاول منظمات دولية إخراج بعضهم عبر برامج يرسمون من خلالها لوحات فنية تحكي قصة ماضيهم الذي هربوا منه، حيث قام فريق “ينبوع الشباب” الذي يضم أكثر من 70 لاجئاً يتوزعون بين رسامين وفنانين وشعراء بعقد نشطات وفعاليات فنية لإظهار فن سوريا، الذي تشتت مع حامليه إلى بلدان اللجوء.
ويقول مدير فريق ينبوع الشباب عبدالحسين لـ”العربية.نت” إن كل رسام له مغزى في لوحته قدمت من صلب الألم والخيام والصحراء والحرب”.
ويضيف أن هذا العمل عبارة عن رسالة أولى للخروج من القيود.
أما الفنان محمد عماري فقد نقل الحياة والأيام التي يقضيها بمخيم الزعتري، عبر لوحة رسم عليها مهرجاً يبكي على سكان المخيم وأطفاله، في الوقت الذي اعتدنا فيه على أن المهرج دائماً يَضحك ويُضحِك الناس، ولوحة أخرى جمع فيها وجعه العربي، حيث رسم فيها طفلة تبكي على فلسطين وسوريا معاً.
واستطاع الفنانون الخمسة عرض أكثر من مئة لوحة خرجت من مخيم الزعتري، وباتت هذه اللوحات رسالة وشاهداً يوثق مأساة الشعب السوري، حيث يعود ريعها لأيتام اللاجئين في المخيم علهم بالريشة والألوان يقاومون آلة الحرب.
وتنوعت اللوحات على جدران المعرض بعضها نقل الأمل والتفاؤل في بيئة قاتمة، كما يقولون وأخرى عنوانها الحزن والدموع على مستقبل مسلوب.