Home Uncategorized بعد احتراق منزلها وأرشيفها الفني.. صاحبة أغنية “أشر لي بالمنديل”: نفسيتي تعبانة 

بعد احتراق منزلها وأرشيفها الفني.. صاحبة أغنية “أشر لي بالمنديل”: نفسيتي تعبانة 

0

ترقد الفنانة السعودية “توحه” بمستشفى الملك فهد بجدة، بعد أن أصيبت بكسر في الفخذ إثر سقوطها، في الوقت الذي تواصلت “العربية.نت” مع الفنانة التي أكدت أنها تعاني من الألم النفسي أكثر من الألم الجسدي، وقالت بلهجتها “إنها تعبانة.. راح بيتي وكل ما أملك”.

وكان منزل الفنانة الشعبية “توحه” قد تعرض للحريق والتهمت النيران كل ممتلكاتها وأرشيفها الفني بالكامل، وانتقلت للعيش في منزل ابنتها.

جمعت ما بين الغناء والتلحين

والفنانة “توحة” من الفنانات السعوديات التي جمعت ما بين الغناء والتلحين وكتابة الأغاني، وأخذت بيد الكثير من الفنانين والشعراء السعوديين، ولا تقتصر أهمية تجربتها في نوعية وقيمة ما قدمته من أعمال، وإنما تمثل أيضاً قصة كفاح، فيها من العبر الكثير خاضتها في بيئة محافظة لها قيودها ومحاذيرها، لتصبح في نهاية الأمر واحدة من الفنانات العربيات اللاتي لم يسمع بهن الكثيرون من أبناء هذا الجيل.

اسمها الحقيقي “فتحية حسن يحيى” لتحصل فيما بعد على لقب “توحه” ليكون اسم الشهرة الذي أطلقه عليها والدها، ولدت في عام 1934، وكانت نشأتها الأولى في الإحساء بحكم عمل الأب في الجمارك، قدمت لمكة في عمر 6 سنوات بعد أن عُيِّن والدها في وزارة المالية، وكانت تذهب لمدينة جدة بين فترة وأخرى لوجود أهل والدتها هناك، توفي والدها وهي في عمر 12 سنة، واستقر المقام النهائي للأسرة في جدة، بدأت حكايتها مع الغناء في ظل عائلة عاشقة لألوان الفنون والأدب، ما بين أب يكتب الشعر وصاحب صوت جميل يغني في جلسات الأسرة والأصدقاء، إضافة إلى امتلاكه مكتبة موسيقية مليئة بالأسطوانات لفنانين سعوديين وعرب، واعتادت أن تستمع إليها، مما ولَّد لديها الحس الموسيقي، الأم كان لها الفضل أيضاً في تنمية هذه الموهبة، إذ كانت تردد ما تسمعه منها من الغناء الحجازي القديم، أما الدور الأكبر فيعود لشقيقها الدكتور محمد أمين حسن يحيى، الأديب والملحن والشاعر الذي آزرها منذ البدايات، وعلَّمها أصول الغناء، وهو أول من أنشأ مركزاً خاصاً لتعليم الغناء والموسيقى في السعودية، مما سهل لها التعاون مع مجموعة من الفنانين المعروفين آنذاك.

مشوارها الفني

لم تحظ بالتعليم الكافي لعدم وجود المدارس في تلك الفترة، وعوَّضت ذلك بأن تعلمت الكتابة من والدها والقراءة من والدتها التي تفرغت لتحفيظها القرآن الكريم، وفي عمر 14 سنة سافرت إلى مصر، وأقامت فيها لمدة أربعة أشهر برفقة أخيها الذي أحضر لها مدرساً خاصاً لتنهل من المدرسة المصرية في الغناء، إلا أنها رفضت تعلم النوتة الموسيقية، وفضلت التعليم السماعي، وحصر اهتمامها ضمن دائرة التراث الغنائي لبلادها.

عازفة العود

حكايتها مع العود، بدأت وهي في عمر 8 سنوات، حيث كانت تقتنص الأوقات التي يسافر بها شقيقها محمد بحكم عمله كمفتش مالي، لتبدأ العزف والدندنة على عوده الخاص، إلا أنه عند عودته كان يلاحظ أن الأوتار مختلفة، مما يثير غضبه، وبصفتها أصغر أخواتها، أحضر لها والدها عوداً يمانياً صغيراً، وأخذت تعزف عليه بشكل يومي مع أدائها لبعض الأغنيات أمام صديقاتها من بنات الجيران.

بدأت الغناء عام 1949 في عمر 15 سنة، وخلال مشوارها الطويل سجلت العديد من الأغنيات سواء ما كانت تكتبه وتلحنه، أو من ألحان غيرها، كونها تعاونت مع الكثيرين من أبناء جيلها، وغنت من ألحان طارق عبد الحكيم وسراج عمر، وفوزي محسون الذي تربطه بها علاقة الجوار، ولحن لها أكثر من أربعة ألحان.

وغنت أيضاً من كلمات الشاعر صلاح جلال والأديبة ثريا قابل، بالإضافة لمجموعة أغنيات من كلمات أخيها، بعد ذلك أخذت تسافر لإقامة حفلات الأعراس في معظم المدن السعودية. رصيدها من الأغاني قارب المئة، بالإضافة لما قدمته من أغاني التراث القديم، من أوائل أغنياتها الخاصة بها “دعاني مرة و قاللي”، “راعيني ولا تكابر”، و”صحيح مني انتهيت”.

من هي “توحه”؟

أصغر مطربة ظهرت في السعودية، إذ كانت تضطر للوقوف على كرسي وهي تغني بالحفلات في بداياتها، لتشاهد الناس ويشاهدوها، وكتبت ولحنت أغنية ” أشِّر لي بالمنديل” لتصبح الأغنية الأشهر لها، ومن كلماتها “أشرلي بالمنديل.. وقال أنا ماشي.. فستانه كحلي طويل.. في الدرب هو ماشي”، أعاد هذه الأغنية فيما بعد عبدالله رشاد وحسن عبدالله والمطربة الإماراتية أحلام.

ومن المحطات الهامة في حياة “توحه” التي تحدثت عنها في بعض اللقاءات التلفزيونية التي أجرتها في السنوات الأخيرة لقاؤها بأم كلثوم، وذلك في إحدى زيارات الفنانة توحه لمصر، والتقت بها أيضاً في منزل الشاعر الأمير عبدالله الفيصل في بيته بجده أثناء زيارة كوكب الشرق للسعودية، والتقت كذلك الفنان عبد الحليم حافظ في إحدى زياراته الخاصة للسعودية وفي إحدى الجلسات التي جمعتهما، غنت له على العود أغنيتها المعروفة “كيف أتوب.. وأنا في عيونك أذوب”، وعرض عليها عبدالحليم أن يغنيها بعد أن حفظ منها اللحن، إلا أنه توفي بعدها بفترة بسيطة، ولم يتحقق هذا المشروع.

رغم أنها بلغت من العمر ما يقارب 80 سنة، ما زالت “توحه” تشارك في إحياء الحفلات، وتصرح ضمن الوسائل الإعلامية عن وقفتها مع العديد من الفنانين السعوديين مثل محمد عبده، الذي أخذ عنها بعض ما تحفظه من ألوان غناء الدانا والمجرور.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here