[ad_1]
أعلنت السعودية والولايات المتحدة أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وقّعا مساء السبت في جدة اتفاقا قصير المدى لوقف القتال في السودان مصحوبا بترتيبات إنسانية، يأتي ذلك بعد تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
فعلى الصعيد السياسي، قالت الولايات المتحدة الأميركية والسعودية في بيان مشترك إن طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقّعا في وقت متأخر أمس السبت على اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 7 أيام.
وجاء في البيان المشترك أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من التوقيع ويمكن تمديده بموافقة الطرفين.
ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الخارجية الأميركية أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من يوم الاثنين الساعة 9:45 مساء بالتوقيت المحلي.
وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية. كما اتفق الطرفان على تسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية مما يسمح بتدفق المساعدات دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان المحتاجين.
وقال البيان المشترك “من المعروف أن الطرفين قد سبق لهما الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي لم يتم العمل به”، وأضاف أنه خلافا للاتفاقات السابقة فإن الاتفاق الجديد ستدعمه آلية مراقبة وقف القتال مدعومة دوليا من الولايات المتحدة والسعودية.
وقد أبلغ طرفا الصراع السعوديين والأميركيين التزامهما بعدم السعي وراء تحقيق تفوق عسكري خلال الفترة السابقة لبدء وقف القتال.
في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن اتصل بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وناقشا المحادثات الجارية في مدينة جدة.
وأفاد بيان للخارجية الأميركية، بأن بلينكن، جدد إدانته لأعمال العنف التي ارتكبتها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. وأضاف أن بلينكن أكد للبرهان أن التوصل لاتفاق في جدة سيسمح بتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية التي يحتاجها الشعب السوداني بشدة.
على صعيد آخر، أقرّ مفوض العون الإنساني الاتحادي في السودان، نجم الدين عبد العزيز، بصعوبة الحديث في الوقت الراهن عن حلول خارج اتفاق المبادئ الذي وُقّع في جدة.
ووصف عبد العزيز، عقب لقائه في مدينة بورتسودان مندوب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الوضع في الخرطوم بالمعقد للغاية بسبب تحول العمليات العسكرية فيها إلى حرب عصابات، وفق تعبيره.
يذكر أنه في 6 مايو/أيار بدأت في جدة محادثات مباشرة بين طرفي النزاع في السودان، وتبع ذلك توقيع اتفاق أولي بينهما في 12 مايو/أيار يتضمن تنفيذ التزامات إنسانية واستمرار محادثات جدة بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لقرابة 10 أيام بمراقبة أميركية سعودية دولية على أن تعقبه مشاورات أخرى لوقف دائم.
التطورات الميدانية
ميدانيا، قال عضو مجلس السيادة السوداني مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق ياسر عطا إن الجيش يسيطر على جميع ولايات السودان باستثناء بعض الجيوب. وأضاف أن القوات المسلحة قضت على أكثر من 85% مما وصفه بقوات التمرد.
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم السبت غارات جوية وقصفا مدفعيا متبادلا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، كما تعرّضت السفارة القطرية لهجوم في خضم الصراع الدائر بينهما.
وتجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في الخرطوم بين الطرفين، وقال الجيش إنه وجّه ضربات لمواقع الدعم السريع، بينما يقول الدعم السريع إنّه يتصدى لتلك الهجمات.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات أسلحة ثقيلة صباح السبت في أحياء جنوب أم درمان ووسط الخرطوم ومدينة بحري. كما أشار إلى سماع أصوات للمضادات الأرضية.
وأفاد سكان الخرطوم لوكالة الصحافة الفرنسية بأن العاصمة شهدت معارك عنيفة على الرغم من المناشدات الدولية لإرساء هدنة إنسانية. وقال شهود عيان إن من بين المناطق التي تعرّضت لهجمات تلك المحيطة بمبنى التلفزيون الرسمي في أم درمان.
من ناحية أخرى، قال مالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي عيّنه البرهان مؤخرا نائب رئيس مجلس السيادة إنّه يعمل على التوصل لوقف إطلاق النار ثم إيقاف الحرب بشكل دائم.
وبالتزامن مع قرار البرهان إقالة حميدتي من منصب نائب رئيس مجلس السيادة، وتعيين مالك عقار في مكانه استعرت معارك أخرى في إقليم دارفور غربا، حيث تدور معارك للسيطرة على مراكز مدن ولايات دارفور وسط تضارب بشأن مجرياتها مع استمرار معاناة سكان هذه الولايات.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية القطرية تعرض سفارتها لهجوم وقالت في بيان “تدين دولة قطر بأشد العبارات قيام قوات مسلّحة غير نظامية باقتحام وتخريب مبنى سفارتها في الخرطوم”، وأكدت أنه تم إجلاء طاقم السفارة سابقا ولم يتعرض أي من دبلوماسييها أو موظفيها لأي سوء.
وجدّدت الخارجية القطرية الدعوة إلى “وقف القتال في السودان فورا، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال”.
وفي الأسابيع الأخيرة تعرّضت سفارات الأردن والسعودية وتركيا لهجمات.
وأوقعت المعارك منذ اندلاعها في 15 أبريل/نيسان الماضي قرابة ألف قتيل غالبيتهم من المدنيين ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.
[ad_2]
Source link