قالت الجمعية الألمانية للصداع والصداع النصفي إن الشعور بوخز في الرأس له أسباب عديدة، على رأسها الصداع باختلاف أنواعه، مثل: الصداع العنقودي، والصداع التوتري، والصداع النصفي.
وأوضحت الجمعية أن سبب الشعور بوخز في الرأس قد يكمن أيضا في الشد العضلي بالظهر والرقبة، ومتاعب العمود الفقري، والتهاب الجيوب الأنفية، ومتاعب العين، وأمراض الأسنان والفك، بالإضافة إلى ألم الأعصاب، وعلى سبيل المثال ألم العصب ثلاثي التوائم.
وينبغي استشارة الطبيب لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء الشعور بوخز في الرأس، للخضوع للعلاج في الوقت المناسب، لا سيما إذا كان الوخز مصحوبا بأعراض أخرى، مثل: الحساسية الضوء، واضطرابات الرؤية، والغثيان، والقيء.
وبشكل عام، يمكن تخفيف الشعور بالوخز في الرأس من خلال شرب الماء على نحو كافٍ، والاسترخاء، ويمكن أيضا اللجوء إلى المسكنات مثل الأسبرين أو الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
نجح عدد من الفنانين في الفوز باستحسان الجمهور خلال موسم الدراما الرمضانية الحالي، ورغم عدم تصدرهم بطولة العمل، فإن أسماءهم كانت حاضرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تفاعل الجمهور مع أدائهم المميز.
انتصار.. التقمص الصادق
بـ3 شخصيات مختلفة استطاعت الممثلة المصرية انتصار أن تتصدر قوائم “الترند” على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية الموسم الرمضاني، وأن تحصل على إشادة نقدية وجماهيرية سواء بتقديمها شخصية الخادمة الثرثارة “أم صابرين” في مسلسل “أشغال شقة”، الذي شاركت فيه كضيفة شرف، وتقديمها لشخصية الأم قليلة الحيلة في “أعلى نسبة مشاهدة”، ثم الزوجة الثانية التي تتحالف مع الزوجة الأولى لارتكاب بعض الجرائم في مسلسل “المعلم”.
3 شخصيات جسدتها انتصار في دراما رمضان 2024، ورغم اختلاف كل شخصية عن الأخرى لكنها تمكنت باحترافية شديدة بتجسيد كل واحدة ببراعة وأداء اتسم بالصدق والبساطة، وطوعت نفسها لتخرج بسلاسة من الكوميديا إلى التراجيديا إلى الشر.
فرح يوسف.. أداء متوازن
بأداء متوازن بعيد عن الافتعال قدمت الممثلة فرح يوسف شخصية الأخت الكبرى “آمال” في مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، ففي الوقت الذي تصدرت بطولة العمل سلمى أبو ضيف وليلى زاهر، ومحاولة كل منهما تقديم شخصية الفتاة الشعبية، جاء أداء فرح يوسف متوازنا وواقعيا، ونجحت في تجسيد دور المرأة التي تعيش في حي شعبي من خلال أدق تفاصيل الشخصية.
بسمة وصابرين.. السهل الممتنع
قدمت كل من بسمة وصابرين شخصيتي عنايات وإحسان في مسلسل “مسار إجباري” وهما زوجتان للرجل نفسه دون أن يعرفا لمدة 20 عاما.
ونجحت كل منهما في أداء الشخصية بطريقة السهل الممتنع، ورغم اختلاف الشخصيتين في الثقافة والبيئة الاجتماعية، فإحسان (صابرين) هي مديرة مدرسة لديها 3 أبناء متفوقين في الدراسة، أما عنايات (بسمة) فهي ربة منزل لم يكمل ابنها تعليمه، لكن بدا بينهما انسجام وحميمية خلال الأحداث، ونجحت كل منهما في رسم تفاصيل الشخصية من الأداء الجسدي والانفعال في المواقف المختلفة، وتعبيرات الوجه، وقد نجحت بسمة في تغيير جلدها وتقديم نموذج الأم لشاب 20 عاما.
وقد أضفى عنصر الخبرة لكل منهما حيوية للمسلسل الذي اعتمد على البطولة الشبابية لأحمد داش وعصام عمر، لكن لم يغفل السيناريو رسم الأدوار الثانية والرئيسية في الأحداث، لتتشارك عنايات وإحسان مع الأبطال في تحريك الأحداث.
باسم سمرة.. الشرير خفيف الظل
أعاد باسم سمرة في مسلسل “العتاولة” إلى الأذهان شخصية الشرير خفيف الظل سريع البديهة، وهى الشخصية التي برع في تقديمها فنانون تألقوا في الأدوار الثانية مثل ستيفان روستي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن، وينضم إليهم باسم سمرة بشخصية عيسى الوزان في مسلسل “العتاولة” الذي يتقاسم بطولته كل من أحمد السقا وطارق لطفي.
ومنذ بداية عرض المسلسل استطاع باسم سمرة أن يتصدر “الترند” عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال “الإفيهات” التي يلقيها مثل “يلا بينا” و”باي من غير سلام”.
لم يراهن باسم سمرة على الإفيهات فقط، بل نجح بذكاء في رسم الشخصية وتقلباتها المزاجية، فرغم خسارة الوزان دائما أمام خضر (طارق لطفي) ونصار (أحمد السقا) المعروفين بـ العتاولة، لكنه يتمتع بالدهاء الشديد الذي يمكنه في بعض الأحيان من تعكير صفو حياتهما حتى لو لم يحقق انتصارا عليهما بشكل مباشر، وإلى جانب مشاهد الصراع بينه وبين العتاولة جسد أيضا باسم سمرة مشاهد إنسانية ببراعة، مثل مشاهده في قبر شقيقته، والمشاهد التي تجمعه بحبيبته التي تجسد شخصيتها مي كساب ومحاولاته لمساعدتها والوقوف إلى جانبها.
فريدة سيف النصر.. حضور طاغ
الجبروت والقوة والضعف وخفة الظل ممزوجة بالقسوة أحيانا، والذكاء الشديد وخيبة الأمل، مشاعر جسدتها فريدة سيف النصر ببراعة شديدة في “العتاولة” لتجعل من شخصية “سترة العترة” إحدى الشخصيات الأيقونية في رمضان 2024، وشبه البعض “سترة العترة” أنها قريبة من شخصية “النعجة” التي سبق أن قدمتها فريدة سيف النصر قبل سنوات في مسلسل “بدون ذكر أسماء”.
نجحت سيف النصر من خلال الأداء الصادق في نقل انفعالات الشخصية المختلفة، فهى زعيمة تشكيل عصابي يضم ابنيها خضر ونصار اللذين يقومان بالسطو على المنازل والسرقة، لكن بمرور الأحداث تكشف عن حقيقة حقدها على نصار الذي قامت بتبنيه بعد أن تركه والده.
فتحي عبد الوهاب وأحمد عيد
في “الحشاشين” وإلى جانب أداء البطل المسلسل كريم عبد العزيز، يعتبر تجسيد كل من فتحي عبد الوهاب لشخصية نظام الملك، وأحمد عيد لشخصية زيد بن سيحون إضافة إلى المسلسل، برع كل منهما في تقديم انفعالات الشخصية بأداء متوازن، والأمر نفسه ينطبق على مشاركة كل من رياض الخولي ووفاء عامر في مسلسل “حق عرب”، حيث يعد مشاركة الثنائي من العناصر المميزة في المسلسل.
الدوحة ـ يشبّه الدكتور أسامة قيس الدريعي الرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة للاستشارات المالية -مقره قطر- البنوك الإسلامية في العالم بـ”تاجر” في سوق مالي ضخم وسط تجار آخرين عمالقة (البنوك التقليدية)، وهذا التاجر يتعامل وفق ضوابطه وضوابط الآخرين في الوقت ذاته، لكن دون أن يتنازل عن أي من أصول شريعته المالية الإسلامية.
يؤكد الدريعي، في حوار مع الجزيرة نت، أن منظومة التمويل الإسلامي استطاعت الحفاظ على بنيتها وكيانها من السقوط والتعثر خلال الأزمات المالية العالمية لأنها محمية بقوة “الضوابط الشرعية”، وهي القوة التي حمت المنظومة المالية الإسلامية من الانهيار خلال أزمة “بيع الرهون” أو الديون في العام 2008، فمنظومة التمويل الإسلامي لا تدخل في عالم “بيع الديون” لأنها حرام.
ويبيّن الرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة الفرق بين البطاقات الائتمانية في البنوك الإسلامية والبنوك والتقليدية، ففي البنوك التقليدية تعتمد على “الربا”، أما في البنوك الإسلامية فهي بعيدة عن “الربا”، وإنما تعتمد على عقود ربحية وفق الشرعية الإسلامية، معتبرا “التكنولوجيا المالية” هي الاختبار الأصعب للبنوك الإسلامية خلال الفترة القادمة.
وفيما يلي نص الحوار:
ما الذي يميز المفهوم الإسلامي للمال والمحافظة عليه عن باقي التشريعات الوضعية الأخرى؟
الإسلام أولى اهتماما بالغا بالمال وأعطاه قيمة حقيقية في حياة الإنسان، ولذلك الله سبحانه وتعالى عندما ذكر المال ذكره على أنه شيء مهم وقريب من الإنسان، إذ يقول تعالى: “زُيّنَ للنّاس حبُّ الشّهوات من النّساء والبنين وَالقَناطير المُقنطَرة من الذهب والفضة والخيلِ المسوّمةِ والأنعام والحرث ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا واللهُ عنده حسنُ المآبِ”.
فقد ذكر الله سبحانه وتعالى جميع أصناف المال في هذه الآية الكريمة للدلالة على أهمية المال في حياة الإنسان، ولكن لم يقدمه على عبادته وإنما جعله أداة مساعدة على طاعة الله، ومن قدم المال على طاعة الله سبحانه وتعالى فقد أخلّ بالميزان، ولذلك وضعت الزكاة والصدقة والكفارات، وكلها من المال ومن الأفعال العبادية.
ولم يعط الإسلام المال الأولوية في حياة الإنسان كما فعلت التشريعات والأنظمة الأخرى التي جعلت من المال الأساس، وما هو دون المال لا يساوي شيئا، لأن المال لديهم هو الغاية والوسائل الأخرى متممة أو موصلة لهذه الغاية، في حين أن المال في الشريعة الإسلامية ليس غاية في حد ذاته، ولذلك نجد أن الفقه الإسلامي قد قسّم لقسمين:
العبادات: الأصل فيها كما يقول العلماء “التوقف”، أي “الأصل” في العبادات أن نأخذها كما هي.
المعاملات: لها الحلة والإباحة وفق القواعد الشرعية.
وبالتالي فإن الممنوع هو ما أمرنا به الشرع الكريم بالتوقف عنه، وما بقي من ذلك فهو مسموح إذا لم يتعارض مع الأصول والقواعد الشرعية للمال.
منظومة التمويل الإسلامي استطاعت الحفاظ على بنيتها وكيانها من السقوط والتعثر في الأزمات المالية العالمية.
كيف ترد على من يتهم الإسلام بأن نظرته للمال نظرة تقييدية مقارنة بالأفكار الليبرالية والعلمانية التي تمنح المتعاملين حرية مطلقة في التصرف بالمال؟
الشرع الكريم حدّد “معايير” معينة للتعامل مع المال، فلا يوجد شيء في الحياة من دون أن تكون له ضوابط تنظمه وتحكمه، وإلا أصبحت القضية “فاشلة وغير فاعلة”، ومثال على ذلك، عندما تسير بالسيارة في الطريق تجد إشارات ضوئية أمامك ومطب صناعي وإرشادات طرقية، وهذه معايير مهمة لقيادة آمنة، وعليه: لا يمكن أن يكون المال عبارة عن مسألة سائبة يتعامل معها البشر بطريقة غير منضبطة.
فقد وضع الشرع ضوابط محددة التعامل مع المال، وأمرنا بالانتباه لها في تعاملاتنا المالية، وأما ما تبقى من قضايا، فنأخذ ما شئنا ونتعامل كما نشاء وفق الضوابط، وهذا هو المعيار الشرعي الذي وضع معايير معينة للتعاملات المالية، وقال للمسلم قس عليها كل معاملاتك المالية، فإذا توافقت مع هذه المعايير افعل ما شئت، وإذا اختلفت فيجب قياسها بمعايير وضوابط أخرى، تُخرج لنا منظومة مختلفة من خلال ما تسمى بالهندسة المالية.
والهندسة المالية هي التي تعطي نظرة ثاقبة لتعاملات معينة، يخرج منها منتج مالي جديد قد لا يكون في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على سبيل المثال “البطاقات الائتمانية”، وهي جانب من جوانب التكنولوجيا، لم تكن موجودة في عصر النبوة والصحابة.. فكيف كُيّفت هذه البطاقات الائتمانية؟ كيفت من خلال المعايير والضوابط التي وضعها الفقهاء، فنحن اليوم لا نحمل مالا، ولا نتعامل بالمال، وإنما نتعامل مع ما يسمى بـ”الديجتال ماني”، التي أعملت فيها المعايير الشرعية المنضبطة، وطبقت تطبيقا عمليا يسهل حياة الناس.
ما الفرق بين البطاقات الائتمانية في البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية؟
البطاقة الائتمانية في البنوك التقليدية تعتمد على “الربا”، بمعنى أن المال الذي تأخذه من هذه البطاقة هو قرض ولا بد له من فوائد والفائدة حرام، أما في البنوك الإسلامية فهي بعيدة عن “الربا”، ويتم التعامل من خلالها بعقود المرابحات وبالإجارة والقرض الحسن، وكل هذه العقود الشرعية التي تطبق في البنوك الإسلامية نحن نتعامل بها كل يوم ولكن دون أن نشعر.
ووفق دراسات أجريناها وجدنا أن كل فرد منا يتعامل ما بين 3 و5 عقود شرعية يوميا لكنه لا يشعر بهذه العقود ولا كيفية تطبيقها، ومثال على ذلك “الشراء من البقالة”.. لو سألنا أنفسنا ما نوع العقد الذي بيننا وما بين صاحب البقالة؟ وكذلك محطة البترول والخياط وغيرهم.. هذه العقود البسيطة هي نفسها العقود المركبة المعقدة في البنوك الإسلامية، ولا تختلف إطلاقا، المختلف فقط هو الإجراء، فإذا فهمنا العقود التي نقيمها يوميا سيسهل علينا فهم تعاملات البنوك الإسلامية ومنظومتها.
كيف تقوّم حجم الاقتصاد الإسلامي مقارنة بالمنظومات المالية العالمية؟ وهل حقا مفهوم المال في الإسلام أكثر حرية؟
العالم ينظر إلى المنظومة المالية الحديثة من خلال المؤسسات المالية، وهذه المؤسسات التقليدية أو الربوية يزيد عمرها عن 400 سنة، حيث انتشرت في العالم قبل المنظومة المالية الإسلامية التي تم تشكيلها على هيئة بنوك، ولا يتجاوز عمرها 50 عاما، فالمقارنة هنا بين 50 و400 سنة غير عادلة للفارق الزمني، ولكن عندما تنظر للمنظومة المالية الإسلامية عموما وسرعة انتشارها تجد أنها أوسع انتشارا من المنظومات المالية الحديثة.
وعلى ضوء ذلك أصبحت المنظومة المالية الإسلامية أسرع انتشارا من نظيرتها التقليدية مع أن الفارق الزمني كبير جدا، حيث وصل حجم أصول المؤسسات الإسلامية في العالم حوالي 2.5 تريليون دولار، بينما وصل حجم أصول البنوك الإسلامية 1.8 تريليون دولار، وهذا يعطينا انطباعا بأن المنظومة المالية الإسلامية تتوسع بسرعة مهولة.
واليوم بتنا نشاهد كثيرا من الدول غير الإسلامية تعدّل قوانينها لقبول تعاملات المنظومة المالية الإسلامية، فقد أعادت كوريا والصين وسنغافورة وشرق آسيا وأميركا وبريطانيا ومعظم أوروبا صياغة الدساتير بحيث تسمح للتعاملات المالية الإسلامية بأن تعمل في دولها، وهنا نجح الاقتصاد الإسلامي في التوسع لما يتميز به من تكيف وفقا للبيئة الحاضنة له.
المنظومة المالية الإسلامية أصبحت أسرع انتشارا من نظيرتها التقليدية مع أن الفارق الزمني لظهورهما كبير جدا.
كيف تواجه منظومة التمويل الإسلامي التحديات الاقتصادية وأهوال عالم الاقتصاد المليء بالديون والتعثرات؟
استطاعت منظومة التمويل الإسلامي الحفاظ على بنيتها وكيانها من السقوط في هوّات ضخمة من التعثر المالي في كثير من الأزمات التي واجهتها، فعلى سبيل المثال الأزمة المالية سنة 2007-2008 وما رافقها من أزمة الرهون، والتي كان سببها المباشر هو “بيع الديون” المنهي عنه في الشرع الإسلامي.
فالمنظومة المالية الإسلامية لم تدخل في هذه التعاملات الربوية المحرمة قطعا لوجود قوة “الضوابط الشرعية”، وبالتالي لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية وحافظت على كياناتها وأصولها، بينما دخلت دول كبرى عالم بيع الديون مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا، حيث وصلت هذه الدول وغيرها لحد السقوط المدوي.
وخلال العام 2008 وبعد أزمة الديون، طرح الكونغرس الأميركي على المؤسسات المالية الضخمة سؤالا: لماذا لم تتأثر المؤسسات الإسلامية المالية بأزمة الديون؟ فجاءهم الرد بتقرير يؤكد أن المؤسسات المالية الإسلامية لديها معايير وضوابط محددة، فهي لا تتعامل بالربا ولا تتعامل في بيع ما لا تملك، وهذه المعايير هي أساس المعاملات المالية الإسلامية.
ومع ذلك يتكيف التمويل الإسلامي حسب أوضاع البلد أو المنطقة الجغرافية الموجود فيها، ففي بعض الأحيان نجد فتاوى مالية تناسب فئة معينة من المجتمع ولا تناسب غيرها، ومثال على ذلك قضية بيع المعدوم “غير الموجود”، وهو أمر منهي عنه في الشريعة الإسلامية، حيث لا يمكن أن أبيعك أمرا معدوما لا وجود له.
لكن لمرونة التشريع الإسلامي تم استثناء بعض أنواع من البيوع المعدمة وذلك “لحاجة الاستثناء”، ومنها “بيع السلعة غير الموجودة”، حيث يتم “بيع المعجل بالمؤجل”، ودفع المال مقدما لتأتي البضاعة مؤخرا، فالشرع الكريم ينظر بالدرجة الأولى لحاجات الناس، وهذا ما يسمى بالمرونة في المعاملات المالية الإسلامية التي أعطت للاقتصاد الإسلامي أريحية كبرى في التعامل مع كل البيئات الاجتماعية المختلفة، بخلاف ما ينظر إلى المنظومة الاقتصادية الإسلامية على أنها معقدة.
ما سر نجاح البنوك الإسلامية في الاندماج والتعامل مع منظومة الأسواق والبنوك العالمية التقليدية مع الحفاظ على ضوابط الشريعة وأصولها؟
السر هو أن البنوك الإسلامية تتعامل على أنها “تاجر” في سوق مالي ضخم وسط تجار آخرين كبار (البنوك التقليدية)، وهذا التاجر يتعامل وفق ضوابطه وضوابط الآخرين في الوقت ذاته، لكن دون أن يتنازل عن أي من أصول شريعته المالية الإسلامية، وهذا ما يدفع البنوك التقليدية الأخرى إلى أن تراعي ضوابط الشريعة الإسلامية.
ومن جمالية البنك الإسلامي أنه يفرض شخصيته القوية والمؤثرة على المؤسسات التقليدية الأخرى، ومنها البنوك المركزية وحكومات الدول، فعلى سبيل المثال أطلق رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون صكوكا سيادية إسلامية بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى سندات، وهذا يعني أن الأمر أصبح منظورا لحكومات الدول الغربية غير الملزمة أصلا بتطبيق أو تبني منظومة مالية إسلامية، لكن لأنهم وجدوا أن هذه المنظومة مفيدة وتسمح بتنمية منظومة المال عندهم تبنوها بطريقة سيادية.
للمؤسسات المالية الإسلامية معايير وضوابط محددة، فهي لا تتعامل بالربا ولا تتعامل في بيع ما لا تملك، وهذه المعايير هي أساس المعاملات المالية الإسلامية.
ما توقعاتك لحجم الأصول الإسلامية خلال الـ10 أعوام القادمة؟ وهل ترى أنها قادرة على مواكبة التكنولوجيا المالية المتسارعة في العالم التي أصبحت واقعا يفرض نفسه على المنتجات المالية؟
أتوقع أن يصل حجم أصول المنظومة الإسلامية إلى ضعف ما هي عليه في الوقت الحالي، أي أن تصل إلى 5 تريليونات دولار.. لكن علينا أن نضع في الحسبان أن المنظومة المالية الإسلامية “ابنة بيئتها وحاضنتها”، وبالتالي أي تأثير إيجابي أو سلبي تتأثر به المنظومة كالتضخم ونقص السيولة المالية، وبالحروب وغيرها من التأثيرات، فمنظومة التمويل الإسلامي ليست بمنأى عن المحيط البيئي الحاضن لها، لكنها ككيان مؤسسي نتوقع لها نموا كبيرا ومستقبلا ناجحا.
وأما بخصوص مواكبة المنظومة الإسلامية للتكنولوجيا المالية، فأرى أنها أصبحت واقعا يفرض نفسه على جميع البنوك الإسلامية والتقليدية، والتحدي الحقيقي للمنظومة الإسلامية هو تطوير المنتجات المالية (العقود) من خلال التكنولوجيا المالية. في المقابل سيكون الأمر سهلا على البنوك التقليدية المبنية على القرض ومنافعه، لكن المنظومة المالية الإسلامية لها عقود محكومة بضوابط شرعية، وكل منتج له معايير وقواعد للطرفين: البائع والمشتري، الصانع والمستصنع، والمؤجر والمستأجر، والتحدي سيكون في هذه القضايا خلال السنوات القادمة.
والمحك الجديد للمالية الإسلامية حاليا ومستقبلا يكمن في كيفية الاستفادة من التكنولوجيا، واستخداماتها المختلفة من “العقود الذكية” و”الذكاء الاصطناعي”، فإذا تبنتها المؤسسات المالية الإسلامية بشكلها الصحيح ستتفوق على المؤسسات الأخرى.
الشرع الكريم ينظر بالدرجة الأولى لحاجات الناس، وهذا ما يسمى بالمرونة في المعاملات المالية الإسلامية التي أعطت للاقتصاد الإسلامي أريحية كبرى في التعامل مع كل البيئات الاجتماعية المختلفة بخلاف من ينظر إلى المنظومة الاقتصادية الإسلامية على أنها معقدة.
ما موقف الشرع وعموم البنوك الإسلامية من العملات الرقمية؟ وهل يمكن أن تطلق البنوك الإسلامية عملات رقمية مستقبلا أم إنها محرمة شرعا؟
لا يمكننا أن نطلق على العملات الرقمية عموما أنها محرمة، بهذه الطريقة قد نحجم واسعا، بديل أن كثيرا من دول العالم تسمح بها وتتعامل معها، ولكن الأزمة في موضوع العملة الرقمية أنها ليس لها ضامن، وليس لها جهة مصدرة نستطيع التحاكم إليها، وهذا الخوف الرئيسي لكل البنوك المركزية العربية والإسلامية، فما هو مصدر هذه العملات في حال فقدانها؟ وما الغطاء المالي لها؟ ومن يضمن هذه العملات؟ كل هذه الأسئلة لم تجب عنها العملات الرقمية إلى الآن، وفي حال الإجابة ستصبح العملات الرقمية جائزة عند جميع البنوك الإسلامية.
أرى أنه إذا كانت هناك مؤسسة أو كيان معتمد يضمن العملات الرقمية، فلا ضير في التعامل معها، فالعملات سواء كانت عادية أو مشفرة ليست مشكلة في التشريع، وليست أساسا في الحرمة، وإنما الحرمة في الغطاء والضامن، بمعنى أن الدولة تصدر العملة تحت غطاء الذهب، وهذا ما تفتقده العملات الرقمية المشفرة.
العملات سواء كانت عادية أو مشفرة ليست مشكلة في التشريع وليست أساسا في الحرمة، وإنما الحرمة في الغطاء والضامن.
كثيرا ما يثار اللغط حول الفرق بين البنوك الإسلامية والتقليدية في منح القروض والتمويل، والبعض يرى أن كل البنوك تربح من الفائدة بغض النظر عن منهجيتها.. هل يمكن أن تشرح لنا الفرق بين الاثنين؟
الفرق بينهما هو في “آلية المرابحة”، وعندما نفهم هذه الآلية نستطيع أن نفهم كيف ينتج الربح، فقضية النسبة ليست المفصل في جواز المعاملة من عدمها، وإنما آلية التعامل مع العميل والمعيار في الحلال والحرام هي المفصل، بمعنى أن المرابحة عبارة عن شراء سلعة من قبل البنك وبيع هذه السلعة بتكلفة زائدة عن التكلفة الأصلية، وهذا ربح حلال، ومثال على ذلك أن يشتري البنك الإسلامي سيارة لنفسه بقيمة 100 ألف ويبيعها للعميل بـ110 آلاف، وهنا البنك ربح 10 آلاف، ولكن البنك التقليدي لا يبيع ولا يشتري وإنما يقرض نقودا..
وهنا الفرق بين البنوك الإسلامية والتقليدية، فعمل البنوك الإسلامية هو البيع والشراء، بينما عمل البنوك التقليدية هو الإقراض الربوي فقط، ولا يحق له البيع والشراء، وهنا الحرام في الأمر، وهو الجانب الذي قد يجهله كثير من العملاء لعدم إيضاح العملية من قبل الموظفين في البنوك الإسلامية.
وأنا لدي عتب على الموظفين في البنوك الإسلامية لأن كثيرا منهم يغفل عن شرح هذه الآلية للعميل وتركه في حيرة من أمره، هل هذه الآلية صحيحة وشرعية أم لا؟ وهذا ما حذرنا منه كثيرا، فالموظف في البنوك الإسلامية هو عبارة عن رسول وليس أداة للتنفيذ، واستحضار النية لدى الموظف في البنوك الإسلامية يأخذ عليها الأجر، لأنه يحارب منظومة غير شرعية وهي القروض الربوية.
مع غروب الشمس خلال شهر رمضان المبارك يجتمع المسلمون من جميع أنحاء العالم لكسر صيامهم على التمر والماء تليها وجبة الإفطار الأساسية.
هناك نحو 1.9 مليار مسلم حول العالم، أي قرابة 25% من سكان العالم، ومع ذلك بالنسبة للكثيرين فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يعني أن الأسر اضطرت إلى التفكير في تقليص بعض أطباق رمضان المفضلة لديها.
ولمعرفة مدى ارتفاع أسعار المكونات المختلفة خلال العام الماضي قارنت الجزيرة بين أسعار الوجبات التقليدية من مجموعة متنوعة من سلاسل المتاجر الكبرى في 14 دولة حول العالم، وهي كما يلي:
الأرجنتين
من أميركا الجنوبية لدينا طبق محلي رئيسي مستوحى مع لحم البقر أسادو، والذي يتميز بقطع مختلفة من اللحم المشوي مع تشيمي تشوري- صلصة البقدونس المنعشة.
ومن الأطباق الجانبية لدينا الإمباناداس، وهي معجنات شعبية لذيذة محشوة باللحم البقري المفروم أو الخضار، أما الحلوى فتقدم فطائر دولسي دي ليتشي مع صلصة الكراميل الحلوة الكريمية مغطاة بالفواكه الطازجة.
وشهدت الأرجنتين أحد أعلى مستويات التضخم في العالم مع زيادة تكلفة الغذاء بنسبة 303% في فبراير/شباط 2024 مقارنة بالشهر نفسه في العام السابق.
ولتحضير وجبة الإفطار هذه حسبت الجزيرة أن تكلفة وجبة الفرد تقدر بـ7200 بيزو (8.4 دولارات) اليوم مقارنة بنحو 1782 بيزو (دولاران) في عام 2023، مما يعكس زيادة بأكثر من 4 مرات.
أستراليا
بالنسبة لأكبر جزيرة في العالم تعد تجربة الإفطار في أستراليا انعكاسا للمناظر الطبيعية المتعددة الثقافات في البلاد، حيث تمزج النكهات من جميع أنحاء العالم.
تتوافر في الشوارع وجبة شعبية تتضمن مجموعة من المكونات الخفيفة الحلال، وهي أطعمة شهيرة تحولت إلى طبق أساسي من لحم الضأن فوق طبقة من رقائق البطاطس الساخنة ومغطاة بالثوم وصلصة الشواء.
وتقدم هذه الوجبة غالبا مع حساء العدس اللذيذ مع الخضار، أما الحلويات فيمكن إضافة حلوى اللامينغتون، وهي كعكة إسفنجية مغطاة بالشوكولاتة ومليئة بالمربى ومزينة بجوز الهند المجفف.
أما عن المشروب فمن المعتاد تقديم الكورديال البارد، وهو عبارة عن عصير من الفاكهة المركزة المنعشة لترطيب الجسم بعد يوم صيفي من الصيام.
وعلى غرار الدول الغربية الأخرى كافحت أستراليا أيضا للحد من التضخم.
وحسبت الجزيرة تكلفة هذه الوجبة في عام 2024 والتي تبلغ نحو 12.5 دولارا أستراليًا (8.1 دولارات)، فيما كانت تكلفتها 11 دولارا أستراليًا فقط (7 دولارات) في العام الماضي.
وجاءت أكبر الزيادات في الأسعار من المكونات الرئيسية، بما في ذلك اللحوم والبيض.
البوسنة والهرسك
من بين أعلى التجمعات السكانية الإسلامية في أوروبا، وتتميز البوسنة والهرسك بمجموعة متنوعة من الأطعمة التقليدية التي تعكس تراثها متعدد الثقافات.
ومن الخيارات القوية على مائدة الإفطار البوسنية هو بيتا كرومبيروشا، وهو طبق مخبوز يتكون من طبقات رقيقة من عجينة الفيلو المحشوة بمزيج لذيذ من البطاطس المهروسة والبصل والتوابل.
وإلى جانب بيتا كرومبيروشا يحتل التوبا مكانة رئيسية على المائدة البوسنية، وهو طبق جانبي مطهو ببطء، ويتكون من الجبن الذائب والزبدة، أما عن الحلويات فتعد حلوى الهورماشيكا هي الأشهر على مائدة رمضان، وهي حلوى مشبعة بالشراب المركز (القطر).
وفي ختام الإفطار يتم تناول كأس من مشروب سوك أود درينجينا، وهو مشروب شعبي مصنوع من ثمرة شجرة الكرز الكورنيلي.
ومن خلال الجمع بين جميع الوجبات حسبت الجزيرة أن تكلفة الوجبة الواحدة تبلغ نحو 2.9 بام (1.6 دولار) في شهر رمضان الحالي، وفي عام 2023 بلغت تكلفة الوجبة نفسها 2.7 مليار مارك (1.5 دولار)، أي بزيادة قدرها 7%.
وكان ارتفاع تكلفة البطاطس والسكر والزبدة سببا رئيسيا في ارتفاع تكلفة وجبة الإفطار البوسنية في عام 2024.
مصر
مصر بلد مفعم بالتقاليد القديمة وتراث الطهي، حيث يحرص المصريون على تقديم الأطباق التراثية على مائدة الإفطار، والتي تتضمن طبقا محليا من ورق العنب المحشو بمزيج من الأرز والتوابل.
وتعد الملوخية المفرومة المحضرة بالثوم والكزبرة خيارا تقليديا متكررا على مائدة رمضان.
أما الحلويات فتعد الكنافة ضيفا رئيسيا في رمضان، وتقدم في صور مختلفة ممزوجة بالفواكه الطازجة أو المكسرات والكريمة، ولإرواء العطش يعتبر قمر الدين -وهو مشروب المشمش التقليدي- مفضلا لدى الكثيرين.
وتشهد مصر حاليا مستويات قياسية من التضخم وانخفاض قيمة العملة، وهذا يعني أن أسعار العديد من المكونات -وأبرزها السمن والسكر- أغلى بما يقارب 3 أضعاف ما كانت عليه في رمضان الماضي.
وحسبت الجزيرة أن وجبة واحدة في شهر رمضان هذا العام ستكلف ما يقارب 68 جنيها مصريا (1.4 دولار)، وفي عام 2023 بلغت تكلفة الوجبة نفسها 39 جنيها مصريا (0.8 دولار) بزيادة قدرها 74%.
الهند
لدى الهند مجموعة كبيرة ومتنوعة من وجبات الإفطار للاختيار منها، ومن بين الأطباق المفضلة الغوغني، وهو وصفة نباتية تتكون من البازلاء أو الحمص ويطهى مع البصل والطماطم والتوابل المختلفة.
والنسبة للأطباق الجانبية هناك الباكورا، وهي عبارة عن فطيرة خضار مقلية مصنوعة من البصل والفلفل الأخضر.
أما عن الحلويات فتعد حلوى السوجي هي الأكثر شعبية، وهي عبارة عن بودنغ السميد المطبوخ مع السمن والسكر ومغطاة بالمكسرات.
ويضاف إلى هذه المائدة مشروب الورد المنعش المصنوع من شراب الورد والماء، وغالبا ما تكون هناك رشة من الليمون أو النعناع.
ومن خلال الجمع بين هذه المكونات فإن تكلفة إعداد هذه الوجبة لفرد واحد في شهر رمضان تبلغ نحو 149 روبية (1.8 دولار)، وكانت تكلفة الوجبة نفسها في العام الماضي 162 روبية (1.9 دولار)، أي بانخفاض قدره 9%.
وكان السبب الرئيسي لذلك هو انخفاض سعر البصل الذي تعتمد عليه تلك الأطباق، أما أسعار جميع المكونات الأخرى فقد ارتفعت أو بقيت على حالها.
وتعد الهند أكبر مصدر للبصل في العالم، وفي ديسمبر/كانون الأول فرضت البلاد حظرا على جميع صادرات البصل لزيادة توافره محليا وخفض الأسعار التي تراجعت إلى أكثر من النصف منذ دخول الحظر حيز التنفيذ.
وفي 23 مارس/آذار تم تمديد الحظر -الذي كان من المقرر أن ينتهي في 31 من الشهر نفسه- إلى أجل غير مسمى.
إندونيسيا
في أكبر دولة إسلامية في العالم -والتي تضم 6 آلاف جزيرة مأهولة- يعد طبق البوبور أحد أشهر الأطباق التقليدية المحلية في إندونيسيا، وهو عصيدة الأرز التقليدية المغطاة بالدجاج المبشور والفول السوداني والخضر ومجموعة من التوابل.
الطبق الجانبي المفضل هو البكوان، وهو عبارة عن فطيرة نباتية مقرمشة تحتوي على مجموعة متنوعة من الخضار، مثل الجزر المبشور والملفوف وبراعم الفاصوليا.
أما عن أطباق الحلويات فيعد طبق الكولاك بيسانغ ضيفا رئيسيا على مائدة رمضان، وهو حلوى حلوة مصنوعة من الموز المطبوخ في حليب جوز الهند والسكر وأوراق الباندان.
ولاكتمال هذه الوجبة اللذيذة يقدم معها مشروب البطيخ المنعش ومشروب جوز الهند.
ولتحضير الوجبة حسبت الجزيرة أن تكلفة الوجبة الواحدة هذا العام تبلغ نحو 66 ألفا و600 روبية (4.2 دولارات)، وبلغت التكلفة في العام الماضي 62 ألفا و600 روبية (3.9 دولارات)، أي أقل بنحو 6%.
ماليزيا
ماليزيا دولة ذات أغلبية مسلمة، وتعد الأطباق المستوحاة من لحم بقر الريندانغ هي الأشهر في المطبخ الماليزي، وهو طبق لحم بقري غني وحار يعتمد على حليب جوز الهند.
وكطبق جانبي، غالبا ما يستمتع الماليزيون بسايور لوده، وهو يخنة نباتية عطرية مصنوعة من حليب جوز الهند مع الباذنجان والفاصوليا والمكسرات.
ولإكمال النكهات الغنية يتناول العديد من الماليزيين كوبا من شراب الباندونغ، وهو حليب مضاف إليه شراب الورد الحلو.
وعلاوة على ذلك هناك حلوى شعبية هي سيري موكا، وهي عبارة عن طبقتين من الأرز وكسترد الباندان.
ومن خلال الجمع بين جميع المكونات الضرورية حسبت الجزيرة أن إعداد وجبة لفرد واحد من المجموعة السابقة سيكلف نحو 6.9 رينغيت (1.5 دولار) في عام 2024، وفي عام 2023 كانت الوجبة نفسها تكلف نحو 6.4 رينغيتات (1.3 دولار)، بزيادة قدرها 7%.
وبالنسبة لوجبة الإفطار في ماليزيا كانت أكبر الزيادات في الأسعار خلال العام الماضي في المواد الغذائية الطازجة، بما في ذلك البيض وحليب جوز الهند.
نيجيريا
يشتهر المطبخ النيجيري بمكوناته المتنوعة وتوابله النابضة بالحياة، وبالنسبة للطبق الرئيسي غالبا ما يستمتع النيجيريون -مثل كثيرين في غرب أفريقيا- بأرز الجولوف، وهو أرز أحمر عطري يقدم مع الدجاج.
ولتعزيز النكهات يمكن الاستمتاع بطبق موي موي، وهو بودنغ لذيذ مصنوع من البازلاء السوداء أو الفاصوليا.
وبالنسبة للحلوى فإن الاختيار الأكثر انتشارا هو سلطة الفواكه الطازجة.
علاوة على ذلك، من الأفضل تقديم وجبة الإفطار النيجيرية مع الزوبو، وهو مشروب شعبي مصنوع من زهور الكركديه المجففة.
وشهدت الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا تفاقما في معدل التضخم، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار الدواجن وغيرها من المواد الغذائية الطازجة.
وحسبت الجزيرة، فإنه في عام 2024 سيكلف إعداد حصة من هذه الوجبة نحو 6500 نيرة (4.4 دولارات) مقارنة بـ3860 نيرة (2.6 دولار) في العام السابق، بزيادة قدرها نحو 68%.
باكستان
مع اقتراب موعد الإفطار في باكستان يصبح الجو مشبعا بالترقب والدفء بدءا من طبق ضاهي باراي، وهو عبارة عن فطائر العدس المغطاة بالزبادي ومغطاة بالصلصات الحلوة والحارة.
وكطبق جانبي تقدم وصفة “الفروت تشات”، وهي سلطة فواكه حلوة ومالحة.
وللتحلية يعد الجليبي (طعام الشارع الشهير المصنوع من الدقيق والسكر مع القطر المركز) هو الأكثر تناولا على مائدة الإفطار، وتختتم الوجبة الشهية بمشروب بنكهة الورد.
وبحساب إجمالي تكلفة مكونات تلك الوجبة حسبت قناة الجزيرة حصة الفرد منها بقيمة 172 روبية (0.6 دولار)، وفي عام 2023 بلغت تكلفة الوجبة نفسها 141 روبية (0.5 دولار)، أي بزيادة قدرها 18%.
وظلت مستويات التضخم في باكستان مرتفعة، حيث وصل تضخم أسعار المواد الغذائية إلى مستوى قياسي بلغ 48.65% في مايو/أيار 2023، وبالنظر إلى قائمة المكونات لدينا وجدنا أن أكبر ارتفاعات الأسعار شوهدت في الخضروات والسكر والسمن.
فلسطين
من أكثر الأطباق التي يتم تناولها على نطاق واسع في جميع أنحاء فلسطين ومنطقة المشرق العربي هو المقلوبة المكونة من طبقات من شرائح الباذنجان والأرز واللحوم والخضروات الأخرى المطبوخة معا في وعاء، ثم تقلب رأسا على عقب في طبق التقديم قبل تناول الطعام.
تكتمل المقلوبة بالدقة، وهي سلطة طماطم وخيار حارة تقليدية مغطاة بزيت الزيتون.
وبالنسبة للتحلية، فإن من الخيارات الرمضانية الرائعة القطايف، وهي نوع من الفطائر النصف دائرية المحشوة غالبا بالجوز أو الجبن ثم تغمس في شراب القطر المركز.
أما التمر هندي فهو المشروب الأكثر شعبية في رمضان، وهو مصنوع من التمر الهندي والسكر.
وبإجمالي تكلفة البقالة، حسبت الجزيرة تكلفة إعداد حصة من وجبة الإفطار هذه في الضفة الغربية المحتلة في شهر رمضان بنحو 31.5 شيكلا (9 دولارات)، وبلغت تكلفة الوجبة نفسها 28.5 شيكلا (8 دولارات) في عام 2023، أي بزيادة قدرها 11%.
وشهد سعر زيت الزيتون أكبر زيادة في الأسعار، حيث تضاعف تقريبا من 30 شيكلا (8.2 دولارات) للتر في عام 2023 إلى 55 شيكلا (15 دولارا) هذا العام، كما شهدت أسعار اللحوم ارتفاعا بنسبة 10%.
وكان الاحتفال بشهر رمضان في غزة وسط العدوان الإسرائيلي المستمر تحديا كبيرا للعديد من الفلسطينيين، فإعداد وجبة الطعام هو رفاهية لا يستطيع الكثيرون تحملها، حيث يبلغ سعر البيضة الواحدة الآن 6 شواكل (1.64 دولار).
وعلى الرغم من ذلك فإن العائلات تحاول الحفاظ على تقاليدها حية من خلال إعداد ما تستطيع من وجبات.
جنوب أفريقيا
بالنسبة للطبق الرئيسي يمكن للجنوب أفريقيين الاستمتاع بمزيج كلاسيكي من طبق باب إن فليس المعروف أيضا باسم “شيسا نياما”، وهي عصيدة من دقيق الذرة تؤكل مع اللحم المشوي.
يرافق تلك الوجبة طبق التشاكالاكا، وهو مذاق نباتي حار مصنوع من البصل والطماطم والجزر والفاصوليا والتوابل.
أما عن أشهر أطباق الحلوى فتقدم حلوى كوك سيسترز، وهي عبارة عن عجينة مقلية مقرمشة ومضفرة ومغمورة بالشراب المركز.
ومثل العديد من البلدان تواجه جنوب أفريقيا ارتفاعا في معدلات التضخم، وحسبت قناة الجزيرة أن إعداد حصة من وجبة الإفطار أعلاه يكلف نحو 77 راندا (4.0 دولارات)، وفي عام 2023، وبلغت تكلفة الوجبة نفسها 68 راندا (3.6 دولارات)، أي بزيادة قدرها 13% تقريبا.
وجاءت أكبر الزيادات في الأسعار من تكلفة التشاكلاكا التي تم شراؤها من المتاجر ومواد المؤن مثل دقيق الكعك والسكر.
تركيا
مع غروب الشمس في تركيا تتناول العديد من العائلات أطباق الدولما الشهية (المحشي)، وهي خضروات محشوة بمزيج من الأرز واللحوم والأعشاب.
ويضاف طبق سلطة الكاسيك الجانبي إلى الوجبة الرئيسية، وهو عبارة عن الزبادي الكريمي وصلصة الخيار.
أما بالنسبة للحلوى فقد يكون أحد الخيارات العديدة هو وعاء من المهلبية، بودنغ الحليب بنكهة القرفة والمكسرات.
ولدعم عملية الهضم يعد “السلجم” -وهو مشروب اللفت المخمر- خيارا جيدا بعد أكلات دسمة.
وشهدت تركيا أيضا ارتفاعا في مستويات التضخم، عند إعداد مائدة الإفطار حسبت الجزيرة أن تكلفة وجبة الفرد تبلغ نحو 60.5 ليرة (1.9 دولار) مقارنة بنحو 50.6 ليرة (1.6 دولار) قبل عام، أي بزيادة قدرها نحو 20%.
ومن بين أكبر الارتفاعات في الأسعار جاءت منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب والزبادي.
المملكة المتحدة
هناك ما يقارب 4 ملايين مسلم في المملكة المتحدة، ومثل العديد من البلدان الأخرى ذات الأغلبية غير المسلمة يعتمد اختيار وجبات الإفطار إلى حد كبير على الخلفية العرقية للأسرة، ويمكن أن يتكون إفطار المأكولات البحرية البريطانية الشهية من شريحة من فيليه السلمون تقدم مع طبق جانبي من الخضار ووعاء من الأرز.
ويقدم بعد الطبق الرئيسي وعاء من زبادي الفاكهة، ويمكن أن تختتم الوجبة بكوب ساخن من الشاي الأخضر مليء بمضادات الأكسدة ويساعد على الهضم.
وبالنسبة لوجبة الإفطار هذا العام حسبت قناة الجزيرة أن تكلفة الوجبة الواحدة من الوجبة المذكورة أعلاه تبلغ نحو 2.2 جنيه إسترليني (2.7 دولار)، وهذه زيادة هامشية بنحو 4% عن العام السابق البالغة 2.1 جنيه (2.6 دولار).
وفي عام 2022 شهدت المملكة المتحدة 7 أشهر من التضخم المكون من رقمين، والذي بلغ ذروته عند 11.1% في أكتوبر/تشرين الأول، واستقر المعدل منذ ذلك الحين عند نحو 4% خلال الأشهر القليلة الأولى من عام 2024.
الولايات المتحدة
يوجد في الولايات المتحدة مجتمع إسلامي متنوع يضم نحو 3 إلى 4 ملايين نسمة، أو نحو 1% من السكان، ومن الأطباق الرئيسية الشهيرة التي تتمتع بها العديد من الأسر الأميركية الدجاج المشوي في الفرن الكلاسيكي والمنكه بالأعشاب والتوابل.
وتقدم مع وجبة الشواء السلطة الخضراء التقليدية في الشرق الأوسط مغطاة بقطع مقرمشة من الخبز المحمص (الفتوش).
وتعد الكنافة هي الحلوى التي تجمع العديد من الشعوب المسلمة المهاجرة من الشرق الأوسط، وتقدم مع الشاي أو القهوة أو الحليب المنكه.
ولتحضير وجبة هذا العام تقدر الجزيرة تكاليفها بنحو 7.1 دولارات في شهر رمضان الحالي، وفي العام الماضي بلغت تكلفة الوجبة نفسها قرابة 6.7 دولارات، أي بزيادة قدرها نحو 5%.
وفي أغلب الأحيان ظلت أسعار المكونات اللازمة لتحضير هذه الوجبة ثابتة مع ارتفاع طفيف في أسعار الدواجن والألبان.
أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023 عن “العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا”، وهي خطوة متقدمة في إطار سعيها الحثيث لتعزيز سيطرتها على المنطقة.
واشتمل هذا العقد على نقاط جديدة، أبرزها استخدام مصطلح “أبناء وبنات وشعوب شمال شرقي سوريا” بدلا من “الجمهورية العربية السورية”، وعدم ذكر “كردستان” أو “غرب كردستان” ولا “الفدرالية”، وإنما أشار إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية بـ”إقليم شمال وشرق سوريا”.
كما حدد العقد جغرافيا الإدارة الذاتية في 7 مقاطعات هي الجزيرة ودير الزور والرقة والفرات والطبقة ومنبج وعفرين والشهباء، وركز على قضايا المرأة والشباب، وأكد على تحرير ما سماها “الأراضي المحتلة”، في إشارة إلى عفرين وما حولها.
واستعدادا لإجراء الانتخابات التي ستبدأ بانتخابات البلديات نهاية أبريل/نيسان 2024 بدأت الإدارة الذاتية تشكيل “المفوضية العليا للانتخابات”، والتي تتألف من 20 عضوا يمثلون المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
كما أعلنت في يناير/كانون الثاني 2024 البدء بتشكيل محكمة لحماية العقد الاجتماعي تتألف من 8 إلى 10 أعضاء من القضاة وخبراء القانون.
نجاح نسبي قائم على أساسات هشة
تسيطر الإدارة الذاتية ذات الأغلبية الكردية منذ العام 2017 على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، وتصنف أنها “سوريا المفيدة” لغناها بموارد الطاقة والمساحات الزراعية، وتشمل معظم محافظتي الرقة والحسكة وأجزاء من ريف حلب ومحافظة دير الزور.
ومنذ ذلك الحين استطاعت الإدارة توفير مستوى من الأمن والاقتصاد والحكم الذاتي أفضل نسبيا مما هو في مناطق سيطرة النظام.
ووفق تقرير لمجموعة الأزمات الدولية بعنوان “تعزيز التعافي الهش”، تدفع الإدارة الذاتية رواتب أعلى بـ10 مرات من تلك التي يدفعها النظام، كما تمكنت من إعادة المياه والكهرباء إلى قرابة 70% من المناطق التي تسيطر عليها، فضلا عن حالة الأمن النسبي وتفعيل المؤسسات، في ظل ضعفها الشديد بمناطق سيطرة النظام.
وبحسب التقرير، يستند هذا النجاح في الدرجة الأولى إلى الدعم الغربي عموما ودعم الولايات المتحدة خصوصا، إذ يوفر الوجود الأميركي للإدارة الذاتية الموارد والنفقات التشغيلية اللازمة لتشغيل دوائرها ومؤسساتها.
كما تقدم القوات الأميركية وحلفاؤها الإسناد الميداني والتدريب الأمني والعسكري لقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية، فضلا عن الدعم السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية.
في المقابل، يواجه مشروع الإدارة الذاتية أخطارا تتمثل في خلايا تنظيم الدولة الإسلامية ونظام الأسد ومواليه المحليين وتركيا والفصائل الموالية لها.
ووفق تقرير المركز العربي للأبحاث والدراسات بعنوان “تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال العام 2023.. نشاط متنام وعودة محتملة”، فإن التنظيم يستغل نفور المواطنين العرب من حكم الإدارة الذاتية الكردية لشن هجمات تستهدف حواجز وعناصر قوات سوريا الديمقراطية والأمن الداخلي، كما تزايدت في الآونة الأخيرة الاحتكاكات الميدانية بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، تضاف إلى ذلك التهديدات التركية المستمرة باجتياح المنطقة، مثل عمليتي غصن الزيتون عام 2018 ونبع السلام عام 2019.
لكن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة يحول حتى الآن دون خروج الأمور عن سيطرة الإدارة الذاتية، حيث تقدم لها الدعم الميداني في مواجهة خلايا تنظيم الدولة، وتمثل عامل ردع أمام النظام السوري والجيش التركي على حد سواء.
عقبات في الطريق ولا ضمانات
رغم كل ما سبق فإن خطوات الإدارة الذاتية باتجاه تعزيز شرعيتها واحتواء التمايز الديمغرافي الكردي العربي تبقى حتى الآن قاصرة، فالعرب يرون أن مؤسسات الإدارة الذاتية تتعامل معهم على أساس الولاء الحزبي لا الجدارة، وأنها تستخدمهم ورقة رابحة قد تبيعها إلى نظام الأسد في إطار أي صفقة مستقبلية تسمح لها بإبقاء المناطق ذات الأغلبية الكردية تحت سيطرتها فيما لو تبدلت الظروف الميدانية والسياسية لصالح النظام.
في المقابل، يحاول النظام استغلال استياء المكون العربي في المنطقة، وذلك عبر طمأنة شيوخ العشائر العربية ومحاولة استمالتهم وتأجيج شعور المظلومية لديهم وتشجيعهم على الخروج على “الحكم الكردي الفئوي”.
وقد ظهر ذلك جليا في المواجهات التي تشهدها قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي تحديدا بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي العشائر العربية.
وفي ما يتعلق بتركيا فإن الإدارة الذاتية -حسب تقرير مجموعة الأزمات الدولية “تعزيز التعافي الهش”- لم تبذل جهدا فعليا للتوصل إلى تسوية مع أنقرة من شأنها منع أي اجتياح بري للمنطقة، بل واصلت وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية تحت قوات سوريا الديمقراطية هجماتها ضد الجيش التركي.
وترى أنقرة أن علاقة قوات سوريا الديمقراطية بحزب العمال الكردستاني تشكل خطرا على الأمن القومي التركي، خاصة مع استمرار هجمات حزب العمال في الداخل التركي.
ورغم الردع الأميركي في مقابل التهديدات التركية فإن هجمات وحدات حماية الشعب المتواصلة قد تجبر أنقرة على توسيع عمليتها العسكرية في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن أي تفاهم أميركي تركي قد يُلزم قوات سوريا الديمقراطية بالتراجع بعيدا عن الحدود مع تركيا، وهذا وارد، خاصة بعد التفاهمات الأميركية التركية الأخيرة بشأن عضوية السويد في حلف الناتو وبيع طائرات “إف 16” إلى تركيا.
وقد أشارت صحيفة “حرييت” التركية في 21 مارس/آذار إلى أن هذه التفاهمات قد تتبعها تفاهمات مباحثات بين الجانبين بشأن الملف السوري، حيث تريد أنقرة من واشنطن إيقاف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، والالتزام باتفاق عام 2019 الذي ينص على إبعاد الوحدات الكردية 30 كيلومترا عن الحدود السورية التركية.
دور وظيفي
ومن المتوقع أن تحافظ الإدارة الذاتية على حضورها ما بقي الدعم الغربي لها مستمرا، فهي وإن أرادت إقامة مشروعها الذاتي وفق برنامجها الخاص إلا أنها في نظر الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أداة وظيفية لتحقيق مصالح محددة.
لذا، تنظر فرنسا إلى قوات سوريا الديمقراطية وقرب مواقعها من مواقع الجيش التركي باعتبارها ورقة رابحة يمكن استعمالها للضغط على أنقرة، وهي السياسة ذاتها التي تتبعها واشنطن في المنطقة حتى اليوم.
كما تعد قوات سوريا الديمقراطية عامل ضبط للمنطقة يمنع عودة تنظيم الدولة إليها، حيث تخشى قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من عودة التنظيم في ظل تصاعد نشاط خلاياه.
ضعف الجبهة الداخلية
أبرز ما يهدد هذا المشروع هو هشاشة جبهته الداخلية، فرغم العقد الاجتماعي المعلن عنه فإن المنطق الانفصالي القائم على الانتصار للقومية الكردية يغلب على أداء الإدارة الذاتية، وفقا لورقة بحثية نشرها مركز إدراك للدراسات والاستشارات بعنوان “قراءة في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية”.
فنفوذ الكوادر الحزبية الكردية يطغى على آلية صنع القرارات الإدارية، حيث يفقد موظفون متخصصون عرب وظائفهم ومناصبهم لصالح شخصيات كردية غير مؤهلة، لا لشيء إلا لارتباط هؤلاء بوحدات حماية الشعب الكردية أو حزب العمال الكردستاني.
كما بدأت قوات سوريا الديمقراطية في عام 2021 بفرض التجنيد الإجباري على شباب المدن ذات الأغلبية العربية، مثل الرقة ومنبج، وشمل -وفقا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية- مدرسين وطواقم طبية.
وفي المدن ذات الأغلبية الكردية استعاضت الإدارة الذاتية عن المناهج الدراسية المعتمدة من قبل نظام دمشق بأخرى كردية، مما يعزز المنطق القومي الانفصالي الذي يقوم عليه مشروع الإدارة الذاتية.
وتعزز سياسات الإدارة الذاتية حالة الاستياء والسخط لدى المكون العربي في المنطقة، مما قد يشكل عامل تفجير للاستقرار النسبي فيها.
وتترك هذه السياسات فراغا يمكن لكل من نظام الأسد وتركيا وخلايا تنظيم الدولة استثماره على حد سواء، مما يضعف موقف الإدارة الذاتية وشرعيتها وعملها الإداري والمؤسساتي.
لذا، فإن احتمال نجاح الإدارة الذاتية بديلا واقعيا عن نظام بشار الأسد يبقى بعيدا حتى الآن، في ظل تعاطي الغرب معها كأداة وظيفية، وانفصام سياساتها الداخلية مع دعايتها الإعلامية، وبقاء احتمالات التصعيد قائمة حتى الآن.
قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش بدأ الاستعدادات لشن عملية في رفح في حال انهيار مفاوضات الأسرى، في حين طلبت واشنطن من تل أبيب السماح بوصول ضباط أميركيين للمشاركة بوضع خطط بشأن عملية الاجتياح.
وأشارت القناة 12 إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع في خطوات فعلية منها بدء عزل المدينة والاستعداد لإجلاء المدنيين.
وأضافت القناة أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين لنصبها في غزة تمهيدا للعملية البرية في رفح.
وفي الأثناء، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت مؤخرا من إسرائيل السماح بوصول ضباط أميركيين، لوضع خطط بشأن رفح مع ضباط الجيش الإسرائيلي.
وأضافت القناة أنه من المتوقع وصول الضباط الأميركيين قريبا، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن إرسال الولايات المتحدة ضباطا لبحث العملية في رفح مؤشر على عدم الثقة.
العودة للشمال
في غضون ذلك، قال نتنياهو خلال لقائه أعضاء في الكونغرس إن شمال قطاع غزة فيه أماكن كثيرة يمكن للمدنيين الذهاب إليها خلال قيام الجيش بعملية في رفح.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي “يقال لنا لا يمكنكم الدخول إلى رفح إذا دخلتم ستحدث كارثة إنسانية، وسيسقط الكثير من القتلى، هذا ليس صحيحا”.
وتابع “هناك الكثير من الأماكن في شمال القطاع التي يمكن أن ينتقل إليها الناس، إذا كانوا قد نقلوا إلى الجنوب، الآن يمكنهم العودة إلى الشمال، يمكنهم العودة مع خيامهم”.
تنسيق أميركي
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جون بيير، إن مكتب نتنياهو وافق على إعادة جدولة زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن لبحث العملية العسكرية المحتملة في رفح.
وأضافت جون بيير أن البيت الأبيض يعمل مع الجانب الإسرائيلي لتحديد موعد للاجتماع المرتقب، “وهذا أمر جيد”.
وأوضحت أنه تم إجراء محادثات بناءة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن مسألة رفح كانت أحد الموضوعات التي نوقشت.
بدائل للعملية العسكرية
وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت أن لديها أفكارا عن بدائل للعملية العسكرية في رفح يمكن أن تؤدي للقضاء على كتائب حماس هناك، حسب قولها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الأربعاء ردا على سؤال للصحفيين عما إذا كانت عملية عسكرية محدودة في رفح يمكن أن تقضي على ما تبقى من قادة حماس، قال ميلر “نعم”.
وبشأن مفاوضات تبادل الأسرى، قال ميلر إن واشنطن ما تزال تعتقد أن المفاوضات بشأن هدنة إنسانية في غزة لم تنتهِ ولم تصل إلى طريق مسدود، مضيفا أن واشنطن ترى أن هناك إمكانية لاستمرار محادثات إطلاق سراح الأسرى لدى حماس.
أظهرت مقاطع فيديو -نشرت على منصات التواصل الاجتماعي- انهيار أجزاء من جسر ضخم بمدينة بالتيمور بولاية ميريلاند على الساحل الشرقي لأميركا، في ساعة مبكرة اليوم الثلاثاء، بعد اصطدام سفينة كبيرة به.
وأظهرت لقطات مصورة نشرت عبر منصة “إكس” السفينة تصطدم بأحد أعمدة جسر “فرانسيس سكوت كيه” مما تسبب في دمار كامل لأجزاء منه، وتحدثت وكالة “أسوشيتد برس” عن اشتعال النيران بالسفينة وقالت إنها بدت على وشك الغرق.
BREAKING: Ship collides with Francis Scott Key Bridge in Baltimore, causing it to collapse pic.twitter.com/OcOrSjOCRn
من جهة أخرى، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه لم تتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بالجسر الذي افتتح عام 1977 ويبلغ طوله 3 كيلومترات.
كما نقلت شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية عن إدارة الإطفاء بمدينة بالتيمور قولها إن هناك “ما لا يقل عن 7 أشخاص” كانوا في النهر وقت وقوع الحادث، وإن فرق الغطس والإنقاذ انتقلت لمكان الحادث بحثا عنهم.
وأظهر موقع رصد السفن “مارين ترافيك” سفينة حاويات ترفع علم سنغافورة وتحمل اسم “دالي” متوقفة تحت الجسر، في ساعة مبكرة اليوم.
ولم يتضح عدد المركبات التي كانت على الجسر ذلك الوقت، ولكن مسؤولي الإطفاء قالوا إنه “من المؤكد أن مقطورة جرار كبيرة” كانت فوقه.
وقالت سلطة النقل بالولاية إن جميع خطوط الملاحة أغلقت في الاتجاهين بسبب الحادث، مؤكدة تغيير في مسارات المرور.
نفى مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقناة الجزيرة صحة التسريبات الإعلامية الإسرائيلية التي تحدثت عن تنازلات وحلول وسط تم تقديمها للحركة.
ووصف القيادي في تصريحاته تلك التسريبات الإسرائيلية بأنها دعاية بائسة تهدف إلى تغطية تعنت الحكومة الإسرائيلية والتملص من مسؤولية عرقلة الاتفاق أمام ذوي أسراها.
وأكد المصدر أن الحركة أوضحت موقفها “الذي لا تراجع عنه” وهو أنه لا تبادل للأسرى مع استمرار العدوان والمجازر والحصار على قطاع غزة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي، أن الإسرائيليين مستعدون لتقديم تنازلات كبيرة من أجل إبرام صفقة لاستعادة الأسرى.
وأضافت أن اجتماع رئيس الموساد ديفيد برنيع مع أعضاء المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، الذي كان مقررا مساء الأحد، قد أُلغي بدعوى انتظار رد حماس على ما قدمته إسرائيل من مقترحات من أجل إنجاز صفقة تبادل.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن هناك خلافات داخل الطاقم الفني الإسرائيلي بشأن ما إذا كانت حركة حماس مهتمة بالتوصل إلى اتفاق.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل وافقت على اقتراح أميركي بحل وسط مع حماس بشأن الصفقة، وهي تنتظر رد الحركة خلال يومين وفق التقديرات الإسرائيلية.
كما قال المسؤول إنه يمكن التوصل إلى حل فيما يتعلق بشمال قطاع غزة، مع تفاؤل بشأن مسألة عودة السكان.
وأشارت هيئة البث إلى أن الوفد الإسرائيلي، برئاسة رئيس الموساد، عاد إلى إسرائيل قادما من العاصمة القطرية الدوحة بعد التشاور مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال الثلاثاء الماضي إن جولة المفاوضات الجارية في الدوحة قد استؤنفت قبل أيام بكل مساراتها، وانتقلت إلى مرحلة الاجتماعات التقنية.
وتجري المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بالتزامن مع المعارك الدائرة في أرجاء قطاع غزة، والضغوط المتواصلة على نتنياهو لإنجاز صفقة تبادل.
طهران- وسط جدل واسع حول إمكانية بيع منتجات الطاقة الإيرانية في ظل هيمنة العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني، تؤكد الحكومة نجاحها بالالتفاف على هذه العقوبات
صادرات في ظل العقوبات
تقول وكالة “بلومبيرغ” إن إيران تتحدى العقوبات الأميركية من خلال زيادة صادراتها من الغاز النفطي المسال (ينتج عرضيا عند عملية تكرير النفط الخام في المصافي) واصفة الأمر بأحدث علامة على فشل الضغوط الأميركية في التأثير على مبيعات الطاقة الإيرانية.
وتشير الوكالة إلى أن إيران أصبحت العام الماضي أكبر مورّد للوقود في الشرق الأوسط، الذي يُستخدم للتدفئة والطهي وكمادة خام لمصانع المواد الكيميائية.
وارتفعت الصادرات الإيرانية من الوقود بنسبة 28%، أي إلى أكثر من 11 مليون طن، وفقا لتحليل بيانات تتبّع السفن واستخبارات السوق التي تقدمها شركة “فاكتس غلوبال إنرجي” الاستشارية.
وتتوقع الشركة أن تستمر الصادرات الإيرانية في الارتفاع لتتجاوز 12 مليون طن هذا العام.
وبعد تأييد أهلية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للمشاركة في الانتخابات الأميركية القادمة، أكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي أنه في حال عودة ترامب لن تتأثر صادرات إيران النفطية، وعزا ذلك إلى أن بلاده تواجه اليوم عقوبات أشد من تلك التي فرضت عام 2017، لكن صادرات النفط وصلت إلى أعلى مستوى منذ ذلك العام.
وتابع وزير النفط الإيراني بالقول إن المنظمات الدولية تعترف بأن إيران ليس لديها أي عوائق في بيع النفط، وبأسعار أقرب إلى الأسعار العالمية.
بيع المنتجات الإيرانية مجهولة الهوية
يقول رئيس اتحاد المنتجات النفطية حميد حسيني إن إيران تمتلك أكبر قدرة تكرير في منطقة الشرق الأوسط، حيث تكرر مليونين و250 ألف برميل نفط يوميا، لكن بسبب الاستهلاك العالي في الداخل، فإنه يتم تحويل 7 آلاف برميل يوميا إلى بنزين و 7 آلاف أخرى إلى الغازولين والكمية المتبقية يتم تحويلها إلى مازوت أو منتجات خاصة.
ويرجع حسيني -في حديثه للجزيرة نت- سبب الاستهلاك العالي إلى أن السيارات في إيران قديمة، كما أن نظام المواصلات والنقل العام ليس بالمستوى المطلوب.
ويوضح أن المنتجات النفطية التي تصدرها إيران اليوم هي “المازوت” بالدرجة الأولى والنفط بالدرجة الثانية.
ويشير حسيني إلى أن إيران صدّرت 75 مليون متر مكعب من الغاز يوميا خلال العام الجاري، لكن بناء على الموازنة الجديدة قررت طهران تقليص الصادرات إلى 11 مليون متر مكعب.
وأضاف رئيس اتحاد المنتجات النفطية أن إيران لا تستطيع تصدير مكثفات الغاز التي تنتجها، لكنه أوضح أن العقوبات الأميركية لا يمكنها التأثير كثيرا على مبيعات وصادرات الطاقة الإيرانية لأن “لدينا إمكانية الوصول إلى أسواق البلدان الجارة وهذه الأسواق لا تتأثر كثيرا بالعقوبات والنظام المصرفي”.
وقال إن استهلاك الداخل تراجع كثيرا منذ (كوفيد-19)، مما مكن إيران من تصدير البنزين بنسبة أكبر وصلت إلى 3 مليارات دولار سنويا.
وأكد حسيني أن العقوبات لم تؤثر كثيرا على تصدير المنتجات البتروكيميائية، لأنه بمجرد تغيير تغليفها وتعبئتها لم يعد ممكنا معرفة مصدرها، وقتال “نحن نفعل هذا ونقوم ببيعها (المنتجات البتروكيميائية) في الأسواق، كما أن تمييز وتحديد مصدر البنزين ليس بالأمر السهل”.
لكن حسيني قال إن العقوبات تؤثر على تصدير النفط الخام والغاز بشكل كبير ومباشر.
6 ملايين ونصف طن من الغاز المسال
وبحسب الموقع الرسمي للرئاسة الإيرانية:
أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي عن زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل نتيجة العقود الجديدة مع المقاولين المحليين لتطوير حقول النفط بقيمة 13 مليار دولار.
ذكر الوزير أن بعضا من هذه الحقول ستكون جاهزة للعمل اعتبارا من منتصف العام الإيراني الجديد الذي بدأ في 20 مارس/آذار الحالي.
قال أوجي إن إنتاج الغاز المسال في بلاده ارتفع من 3.2 ملايين طن في عام 2020 إلى 6.5 ملايين طن عام 2023.
تحدث وزير النفط الإيراني عن زيادة الطاقة التكريرية اليومية للنفط الخام ومكثفات الغاز من 2.1 مليون برميل عام 2021 إلى مليونين و370 ألف برميل عام 2023.
تحدث الوزير عن زيادة إنتاج المنتجات البتروكيميائية من 65 مليون طن إلى 75 مليون طن بين عامي 2021 و2023.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، المجتمع الدولي من “ازدواجية المعايير” عند التعامل مع ملفي أوكرانيا وغزة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غوتيريش مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، عقب اجتماع المجلس في بروكسل.
وندد غوتيريش بالوضع “الفوضوي في العالم، وحالة الإفلات من العقاب، حيث تعتقد أي دولة أو جماعة مسلحة أنها تستطيع أن تفعل ما تريد لغياب المساءلة”.
وشدد على أهمية الالتزام “بميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وسلامة أراضي الدول، والقانون الإنساني الدولي”.
كما أعرب عن أسفه إزاء “عدد غير مسبوق من الضحايا المدنيين في غزة” خلال فترة توليه منصب الأمين العام.
وأشار غوتيريش إلى أن “المبدأ الأساسي للقانون الإنساني الدولي هو حماية المدنيين”.
وأكد أنه “يجب علينا أن نتمسك بالمبادئ في أوكرانيا كما هو الحال في غزة دون معايير مزدوجة”.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أميركي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما في محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، وسط شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مما أودى بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.