صعود وسقوط الطاقة النووية.. ترسانة عالمية جديدة تستعيد بريقها!

0
36

أدت أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى زيادة الاهتمام بمصادر الطاقة البديلة، بما في ذلك الطاقة النووية، في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من ذلك، فإن عصر البنية التحتية النووية، ودخول تلك التكنولوجيا لمرحلة التخلص التدريجي في العديد من الدول، واستمرار المقاومة للمشاريع النووية الجديدة يعقد التحول السريع للعديد من هذه البرامج.

كما يتضح من البيانات الواردة في تقرير “حالة الصناعة النووية العالمية” الصادر في أكتوبر الماضي، بدأت معظم برامج الطاقة النووية في السبعينيات، وهي حقيقة تنعكس في عصر المفاعلات النووية اليوم. وعلى الرغم من انتهاء بعض البرامج النووية (والعديد منها كان مقرراً التخلص التدريجي منها)، فإن عدد البرامج النووية في العالم قد استقر لعقود عديدة حيث لا تزال بعض الدول تستخدم هذه التكنولوجيا، وآخرها الإمارات العربية المتحدة وبيلاروسيا في عام 2020. كما أعلنت بولندا في نهاية أكتوبر أنها تتطلع لبدء استخدام الطاقة النووية في عام 2033.

وفي الوقت نفسه، من المقرر إغلاق 6 برامج نووية أخرى، من بينها تلك الموجودة في بلجيكا وألمانيا وسويسرا وإسبانيا – حتى على الرغم من أن هذا قد يكون الآن عرضة للتغيير. فيما توازن إيطاليا بين الخروج من هذه التقنية أو العودة لاستخدامها مرة أخرى في ظل حكومتها اليمينية الجديدة على الرغم من التخلي عنها، بل وحظرها بعد كارثة تشيرنوبيل عام 1986. ومن الممكن إجراء المزيد من التحولات في السويد وهولندا.

تحدث بعض الخطوات الصغيرة نحو التمديد النووي في البلدان المعروفة بمعارضتها الشديدة للطاقة النووية، لكنها تواجه العقبات المتوقعة. وقد وسعت ألمانيا مؤخراً قدرتها على استخدام مفاعلاتها الثلاثة المتبقية حتى أبريل 2023 وسط نقاش عام حي. في الأصل، خططت البلاد لإغلاق جميع المفاعلات بحلول نهاية 2022.

وفي اليابان، التي خفضت عدد المفاعلات العاملة بشكل كبير منذ كارثة فوكوشيما في عام 2011، يقترب عمر بعض المفاعلات من 60 عاماً – وهو الحد الأقصى للعمر السابق الذي يجب عنده أن تتخلص منه الدولة. وفي بلجيكا، حيث يتجاوز متوسط عمر المفاعلات 40 عاماً، فشل التماس لتأجيل إغلاق لمفاعل واحد في سبتمبر، بينما مددت الحكومة نهاية عمر 3 مفاعلات أخرى من 2023 إلى 2025 بعد غزو أوكرانيا وربما حتى تشغيل بعضها حتى عام 2035.

وعلى الرغم من طفرة الاهتمام ببرامج الطاقة النووية، لا تزال الأهمية النسبية للتكنولوجيا تتناقص حيث تفوقت قدرة أنواع الطاقة الأخرى على الطاقة النووية.

الطاقة النووية

في عام 2021، أنتجت المفاعلات النووية أقل من 10% من الكهرباء العالمية، بانخفاض من حصتها السابقة البالغة 17.4% في 1995 و1996. وبالنظر إلى جميع احتياجات الطاقة في العالم، وليس الكهرباء فقط، ساهمت الطاقة النووية بنسبة 4.3% فقط من احتياجات العالم من الطاقة.

وأشار التقرير الذي اطلعت عليه “العربية.نت”، إلى أنه يجري بناء 52 مفاعلاً نووياً جديداً حول العالم، إذ تعمل روسيا على بناء 3 مفاعلات نووية داخل أراضيها، بالإضافة إلى 17 مفاعل خارج أراضيها من بينهم 4 مفاعلات في الصين، والتي تبني بالفعل 21 مفاعلاً من بينهم 17 مفاعلاً بتكنولوجيا صينية خالصة، كأكبر دولة من حيث عدد المفاعلات التي يجري بناءها.

فيما تبني الهند 8 مفاعلات نصفها بتكنولوجيا محلية، والباقي معتمد على روسيا. كما تعمل فرنسا على بناء 3 مفاعلات نووية، واحد داخل أراضيها، واثنين في المملكة المتحدة.

كما قررت الولايات المتحدة إنشاء مفاعلين نوويين، وهو نفس العدد في الإمارات بتكنولوجيا كورية جنوبية. كما أن الأخيرة تعمل على بناء 3 مفاعلات على أراضيها.

خريطة توزيع المفاعلات النووية تحت الإنشاء

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here